أبناؤنا أكبادنا، تمشي على الارض،هبه الله لنا، أنعم الله علينا ليمنحوننا السعادة والهناء، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا مع أبناؤنا منذ نعومة أظافرهم وحتى بلوغهم مرحلة الشباب. ألأ انهم يمثلون لنا دائما وأبداً سبباً قوياً من أسباب الحياة. وها أنا أضع بين أيديكم قصة تتجلى في الاخلاق المحمدية.
قرع جرس الاستراحة، خرج التلاميذ الى ساحة المدرسة وصادَفَت بأني كنت مناوبة، حيث أتجول بين التلاميذ وأتفقد أحوالهم، فدنوت من مجموعة من التلميذات يقفن في إحدى الزوايا البعيدة عن أشعة الشمس الحارقة، منهمكات في الحديث المثير لجذب الانتباه، وإذ بي أسمع صدفة (حيث شاءت الأقدار) إحدى الطالبات تقول: "لم أدرس جيدا للامتحان، وأريد أن أغش في الامتحان"، فردت عليها زميلتها قائلة: " أتغشين في الامتحان! ألم تسمعي بقول الهادي عليه الصلاة والسلام حين قال في حديثه الشريف "من غشنا فليس منا".
"الحمد لله" ... رفعت يداي الى السماء شاكرةً المولى عز وجل على ما سمعت من كلماتٍ طيبةٍ علَّمنا إياها سيدنا الأمين عليه أفضل الصلاوات، فما زالت العقيدة الايمانية والاخلاقية تعتنق جوارح أطفالنا. ان هذا الموقف يجعلنا نقف قليلاً ونتفكر بما يقع علينا من المسؤولية تجاه أبنائنا في غرس العقيدة الايمانية في قلوبهم، لأن مجتمعنا المسلم بدأ يفقد بعض القيم والمعايير التي علمنا إياها القرآن الكريم ورسولنا العظيم. فيتوجب علينا أن نقتدي برسولنا الحبيب،ونعطي قسطاً كبيرًا للأخلاق كعطرقلوبنا محمد علية الصلاة والسلام الذي قال:" إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق". وحديث آخر "خير ما أعطى الناس خلق حسن" .
ويقول فضيلة العلامه د.يوسف القرضاوي في كتابه ((في فقه الأولويات)): "من الأولويات المهمة في مجال الاصلاح العناية ببناء الفرد قبل بناء المجتمع، وانما يبني الانسان بالايمان،أي بغرس العقيدة الصحيحة بقلبه".
والمسلم عليه أن يبذل جهدًا كبيرًا في تكوين شخصية قوية ناشئة على أسس تربية اسلامية كاملة. فلقد استطاع الرسول صلى الله علية وسلم أن ينشر الايمان والأخلاق في نفوس المسلمين الأوائل ونقل ايمانهم من الجاهلية الى الاسلام، والأجدر بنا نحن المسلمون الاقتداء بهذا الايمان، لأن الله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فيا أحبائي في الله ،حتى لا نضيع أنفسنا وأولادنا علينا أولاً التحلي بالاخلاق ومن ثم طلب العلم ، فلنضع بين أعيننا قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمون)) (التحريم-آية 6).
فيا رب العزة كما حسنت خَلقَنا حسن خُلقنا.
لاتخرجوا من دون ان تضع ردا ولو كلمة شكر ارجوكم
ايوب من المغرب
الأربعاء يونيو 20, 2007 7:01 pm